وإن كان بغير «إياك» وأخوته ـ وهو المراد بقوله : «وما سواه» ـ فلا يجب إضمار الناصب إلا مع العطف ، كقولك : «ماز رأسك والسيف» أي : يا مازن ق رأسك واحذر السيف ، أو التكرار ، نحو «الضيغم الضيغم» أي احذر الضيغم.
فإن لم يكن عطف ولا تكرار جاز إضمار الناصب وإظهاره ، نحو «الأسد» أي : احذر الأسد ، فإن شئت أظهرت وإن شئت أضمرت.
وشذّ «إياي» ، و «إياه» أشذ |
|
وعن سبيل القصد من قاس انتبذ |
* * *
حقّ التحذير أن يكون للمخاطب ، وشذّ مجيئه للمتكلم في قوله : «إياي وأن يحذف أحدكم الأرنب» (١). وأشذّ منه مجيئه للغائب في قوله : «إذا بلغ الرجل الستين فإيّاه وإيّا الشّوابّ» (٢) ولا يقاس على شيء من ذلك.
__________________
فعل مضارع منصوب والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت ، أن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بمن المحذوفة تقديره إياك من الخيانة والجار والمجرور متعلق بالفعل المحذوف.
أما في تكرار إياك إياك ، فإياك الثانية توكيد لفظي لإياك الأولى.
(١) وهو قول عمر رضياللهعنه وتمامه : «لتذكّ لكم الأسل والرماح والسهام وإيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب». يأمرهم أن يذبحوا بالأسل والرماح والسهام عند الرمي وينهاهم أن يرموا الأرنب بعصا أو بحجر لأنه لا يحل به. أي إياي باعدوا عن حذف الأرنب وباعدوا أنفسكم عن أن يحذف أحدكم الأرنب.
(٢) الشوابّ جمع شابة ويروى السوءات جمع سوءة أي : إذا بلغ الرجل ستين سنة فلا يتولع بشابة أو لا يفعل سوءة ، وفيه شذوذات. تحذير الغائب ، وإضافة إيا للظاهر وحذف الفعل مع لام الأمر والتقدير فليحذر تلاقي نفسه وأنفس الشواب.