فتقول : «سرت حتى أدخل البلد» بالرفع ، إذا قلته وأنت داخل ، وكذلك إن كان الدخول قد وقع ، وقصدت به حكاية تلك الحال ، نحو «كنت سرت حتى أدخلها».
وبعد «فا» جواب نفي أو طلب |
|
محضين «أن» وسترها حتم نصب |
يعني أنّ «أن» تنصب ـ وهي واجبة الحذف ـ الفعل المضارع بعد «الفاء» المجاب بها نفي محض أو طلب محض.
فمثال النفي «ما تأتينا فتحدّثنا» وقد قال تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا)(١) ، ومعنى كون النفي محضا (٢) : أن يكون خالصا من معنى الإثبات فإن لم يكن خالصا منه وجب رفع ما بعد الفاء نحو «ما أنت إلا تأتينا فتحدثنا» ..
ومثال الطلب ـ وهو يشمل : الأمر ، والنهي ، والدعاء ، والاستفهام ، والعرض ، والتحضيض ، والتمني ـ فالأمر : نحو «ائتني فأكرمك» ومنه :
__________________
(١) آية ٣٦ سورة فاطر : وهي (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) لا نافية ، يقضى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر. عليهم : جار ومجرور نائب فاعل يقضى فيموتوا : الفاء سببية ، يموتوا : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الفاء وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد مما قبله والتقدير لا يكون قضاء عليهم فموتهم.
(٢) احترز بالنفي المحض عن النفي الذي ليس بمحض أي الذي فيه معنى الإثبات وهو ثلاثة أنواع :
(أ) النفي التالي تقريرا مثل : «ألم تأتني فأحسن إليك».
(ب) النفي الذي بعده نفي مثل : «ما تزال تأتينا فتحدثنا» لأن نفي النفي إثبات.
(ج) النفي المنتقض بإلا مثل «ما تأتينا إلا وتحدثنا».