ومعنى «أن يكون الطلب (١) محضا» أن لا يكون مدلولا عليه باسم فعل ولا بلفظ الخبر (٢) ، فإن كان مدلولا عليه بأحد هذين المذكورين وجب رفع ما بعد الفاء ، نحو «صه فأحسن إليك ، وحسبك الحديث فينام النّاس».
* * *
والواو كالفا إن تفد مفهوم مع |
|
كلا تكن جلدا وتظهر الجزع |
* * *
يعني أن المواضع التي ينصب فيها المضارع بإضمار «أن» وجوبا بعد الفاء ينصب فيها كلّها ب «أن» مضمرة وجوبا بعد الواو إذا قصد بها المصاحبة ، نحو (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(٣)
__________________
كنت كان الناقصة والتاء اسمها ، معهم : مع ظرف مكان منصوب والهاء مضاف إليه ، والميم للجمع والظرف متعلق بمحذوف خبر كان ، فأفوز : الفاء سببية ، أفوز مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الفاء ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد مما قبله والتقدير ، ليت وجودي معهم وفوزا. فوزا مفعول مطلق منصوب ، عظيما صفة له.
(١) أي أن يكون الطلب بفعل صريح «سيرى ، وقفي ، لا تلعب» ولا تقيد بالمحض إلا بالأمر والدعاء والنهي.
(٢) ولا بالمصدر النائب عن الفعل. مثل «سكوتا فينام الناس».
(٣) آية ١٤٢ سورة آل عمران وهي : «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ». لمّا : نافية جازمة ، يعلم : مجزوم بلمّا بالسكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ، الله : فاعل. الذين : مفعول به ، جاهدوا من الفعل والفاعل : صلة الموصول : منكم جار ومجرور متعلق بجاهدوا ، ويعلم : الواو للمعية يعلم : مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد الواو ، والفاعل هو ، الصابرين : مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، والمصدر المؤول «من أن المضمرة ويعلم» معطوف على مصدر متصيد والتقدير أم حسبتم أنه لم يكن لله علم بجهادكم وعلم بصبركم.