قوله : « فكيف احتمالي لبلاء الآخرة » . المنزلة على الإِستفهام الحقيقي او المجازي الذي أخرج مخرج التعجب ، فعلينا أن نذكر لكل مشهد من المشاهد المذكورة شيئاً على سبيل الإِختصار لنشارك الداعي بعدها في تعجبه من كيفية إحتماله لبلاء الآخرة الحتمي ـ والقاريء الكريم ، وكل من يدعو الله بأي دعاء يتضرع اليه ـ بكنف الله ، ولطفه ليرعانا يوم لا ينفع مال ، ولا بنون .
ماذا ينقل الإِنسان عن حالة المحتضر ، وما يلاقيه من آلام تلازم خروج روحه من بدنه ، ويكفينا أن نقدر الموقف ، ونوليه الإِهتمام الكثير عندما نرى النبي الأكرم « صلى الله عليه وآله وسلم » وما له من المنزلة عند الله وأنه شفيع هذه الأمة ـ مع كل هذا ـ تتفق كتب الحديث أنه كان يكرر عند إحتضاره قوله : « اللهم هون علي سكرات الموت » .
أو قوله : لجبرائيل : « حبيبي عند الشدائد لا تخذلني » .
ولندع كثيراً من الأحاديث جانباً ، والتي جاء فيها ما نقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله وهو يدخل على مريض :
« إني أعلم ما يلقى . ما منه عرق إلا ويألم للموت على حدته » (١) .
وما روي عن موسى بن عمران « عليه السلام » ( ان الله سأله كيف وجدت الموت . فقال : وجدت نفسي كشاة حية تسلخ بيد
__________________
(١) لاحظ لهذه الاحاديث ، وما بعدها إحياء العلوم للغزالي : ٤ / ٥٧٤ ـ ٥٧٥ .