الشفاعة : مصدر شفع . والشفع بالسكون خلاف الوتر . وشفع لي شفاعة ، طلب لي ، وسأل .
فالشفيع : من يطلب الشفاعة ، والتي هي طلب العفو من الله عز وجل الى المذنب . وحيث ينضم الشفيع الى المذنب في الرجاء فمعناه : تقوية جانب من طلبت الشفاعة له ، وبذلك يحصل على ما لم يحصل عليه لو كان وحده (١) .
الحاجة الى الشفاعة :
والشفاعة بهذا المعنى لا مجال لإِنكارها لوجودها بين الناس من القديم بل هي أمر ملازم للسلطة ، والسلطان ، فإن المحكوم عليه مهما كان نوع الحكومة ـ دنيوية ، أو أخروية ـ يتذرع لرفع الحكم عنه ، أو لتخفيفه بمن له المنزلة عند الحاكم من غير فرقٍ بين أن يكون الحاكم هو الله أو من البشر فيكون شفيعاً له في ذلك الأمر .
وجاء الإِسلام ليقر هذا المبدأ ، ولكن بشروط خاصة تظهر لنا من ثنايا البحث .
ولا حاجة لنا للإِستدلال على موضوع الشفاعة ، وإقرارها في الأمور الدنيوية ، وفيما يكون بين البشر في كل مكان يحصل فيه حاكم ، ومحكوم وظالم ، ومظلوم ، فإن تذرع المذنب ، أو من كانت له الحاجة عند الغير الى من له المكانة عند ذلك الغير صاحب النفوذ ، والسلطة أمر لا يقبل الجدل ، والنقاش لان الضعيف
__________________
(١) لسان العرب : مادة / شفع .