حريص على تقوية جانبه والفرار عما يرتب عليه من جزاء ، أو ما شاكل من الأمور الدنيوية .
نعم : علينا أن نبحث عن الدليل للإِقرار بهذه العملية من جانب الشارع المقدس ، والذي صرحت آيات كتابه المجيد ـ كما بينا ـ بأن المجرمين « لا يخفف عنهم العذاب » ، أو قوله « خالدين في نار جهنم » وغير هذين مما جاء مصرحاً بأن المذنب لا بد له من نيل الجزاء طبقاً لقاعدة العدل والإِنصاف حيث لا يتساوى المذنب مع غيره .
نظراً الى الآيات ، والروايات المتكاثرة ، والتي تنص على مبدأ الشفاعة ، وصلاحية البعض للتشفع في أمر الآخرين نرى الكثير من الفرق الاسلامية تقول بهذا المبدأ ، وتؤمن بان لبعض الذوات ممن لهم المكانة السامية عند الله مثل هذه الصلاحية .
ونستعرض في ضمن البحث لما يعتمد عليه هؤلاء في دعم ما يذهبون اليه في هذا الخصوص .
وفي قبال هؤلاء من ينكر هذه الصلاحيات ، ويذهب الى أن شفيع الانسان عمله . أما التوسل بالصالحين ، ومن لهم المنزلة الكريمة عند الله ، فان ذلك من باب الخروج عن الخط المستقيم الذي ينادي به القرآن الكريم في قوله تعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ) (١) .
__________________
(١) الحجرات : آية / ١٣ .