أما المقطع الثاني من هذا الفصل فيبدأ من قوله : « أفتراك سبحانك يا إلۤهي وبحمدك تسمع فيها صوت عبدٍ مسلم » وينتهي بقوله : « هيهات ما ذلك الظن لك ، ولا المعروف من فضلك » .
وفي هذا المقطع نرى الدعاء يركز على أن الداعي مخالف لا منكر ومشرك . ولذلك يطالبه بالعفو ، والإِحسان ، ويترفع عن أن يحشر مع الملحدين ، والمشركين . فهو عبد مسلم يتوسل اليه بلسان الموحدين ويقسم عليه بربوبيته . وهذه مزاياً تميزه عن أولئك الذين حقت عليهم كلمة العذاب الدائم ، وهم الذين أخذ الله على نفسه عهداً أن لا يغفر لهم لأنهم أشركوا به ، ولم يوحدوه .
واما المقطع الثالث : فيبدأ من قوله « فباليقين أقطع لولا ما حكمت به من تعذيب جاحديك » ، ويختم بقوله : « أفمن كان مؤمناً كمن كان كافراً لا يستوون » .
وبإمكاننا أن نستفيد من استعراض هذا المقطع مطلبين أشار لهما الدعاء في عرضه السريع .
المطلب الأول : موضوع خلود المعاندين ، والجاحدين لله عز وجل في النار ، وعدم تحديد مدة بقائهم فيها .
المطلب الثاني : شمول العذاب لفصائل الجن كما هو الحال بالنسبة إلى الإِنس نتيجة مخالفاتهم في دار الدنيا .
ولكن ما هي الحقيقة لفضائل الجن ، وما هي نوعية التكاليف الموجهة لهم ، وكيف تحصل المخالفة منهم ؟
كل ذلك لم تتعرض له فقرات الدعاء في هذا الفصل .