« وأنت جل ثناؤك قلت مبتدئاً وتطولت بالإِنعام متكرماً أفمن كان مؤمناً كمن كان كافراً لا يستوون » .
ولا حاجة للتدليل على هذا الأمر فكيف يتساوى المؤمن والفاسق وعند أي نقطة يلتقيان . والخطان متعاكسان ؟ فخط المؤمن يتجه نحو الطريق المستقيم حيث يوصله الى رحاب الله ، وأمانه . وأما الفاسق فإن الخط الذي يسير عليه هو الخط المعوج المخالف لدين الله ، وتعاليمه المقدسة . واذاً فكيف يلتقي الخطان ؟
ومن هذا التنافي في المبدأ ، والاتجاه لا معنى لفرض جعل الجزاء لكلا هذين واحداً ، بل لا بد من التفريق بين الجزائين لينال المؤمن من روح الله ما يميزه عن المصير الذي يلقاه الفاسق من الخلود في نار جهنم لأنه معاند ، وعاصٍ .
وقد عرضت الآية الكريمة هذا المصير لكلٍ من المؤمن ، والفاسق فصنفت الجزاء المترتب على ما قدمه المؤمن في حياته ، وما قام به الفاسق من أعمال فقال تعالى في ذيل الآية الكريمة :
( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) (١) .
جنات المأوى نزلاً : لمن ؟ وبنص الآية هي لمن آمن ، وعمل
__________________
(١) سورة السجدة : آية (١٩ ـ ٢٠) .