أستميح ( قاريء
الكريم ) العذر اذا طلبت منه أن يسمح لي من وقته الغالي دقائق معدودات لأتحدث معه عما يقوم به بعض القراء الذين يكون همهم الشاغل المرور على المكتبات ، والتطلع على ما تقدمه المطابع من نتاج جديد . فقد يقع كتابي هذا بين يديه ، ويبدأ بتأمل عنوانه ، ويشرع في تقليب بعض صفحاته . وقبل أن يقرأ منه المقدار الكافي ، أولا أقل من تصفح جدول الفهرسة يضعه جانباً والعجب يأخذ منه مأخذه ، فهو لا يطيق أن يرى لمثل الدعاء موضوعاً يستدعي الاهتمام الكثير في وقت وصل فيه ركب العلم ، وموكب الحضارة الى ما نحن عليه الآن من التطور ، والتقدم بفضل ما يبذله العلماء من جهود مكثفة في سبيل الوصول الى اكثر ما يمكن تحقيقه في مجال الاكتشاف العلمي . وإذا بالانسان بفضل هذه الجهود يتجاوز فيصل ، ويكتشف أسرار ما يحيط بهذا الكون من معلومات دقيقة ، والتي كانت السبب في ازدهار هذه النهضة العلمية . لذلك نراه ينعى على مثل هذه البحوث التي ربما يرى فيها إضاعة للوقت ، وإماتة للروح البشرية في عصر العلم ، والتقدم . ومن هنا : ومن هذا المنطلق أبدأ
حديثي مع هؤلاء النفر من القراء فأقول :
مع القاريء :