يتمتع راوي الدعاء كميل بن زياد بن نهيك النخعي بشخصية عظيمة وثقة عالية عند الإِمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فهو حامل سره كما يقول عنه علماء الرجال ، وقد ترجموه واطنبوا فيه ، وذكروا : أنه طالما كان أمير المؤمنين عليه السلام يردفه على راحلته ، ويحدثه بأمور لم يطلع عليها أحد غيره ولهذا قالوا عنه : أنه حامل سره .
وكان والياً له على ( هيت ) وهي بلدة تقع على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار .
وربما كان اختياره ( لهيت ) نظراً لما يتمتع به ( كميل ) من شجاعة وعلم ، ومعرفة بتصريف الأمور ولما لهذه البلدة من موقعية إستراتيجية في ذلك الزمان ذلك لأن ( هيت ) تتصل ببادية الشام ، وبذلك تشكل حدوداً بين العراق ، وبين سوريا ، والتي كانت دمشق عاصمتها مقراً لمعاوية بن أبي سفيان .
وقد كانت بعض المدن
الواقعة على الفرات مما يقع على هذا الخط تابعة لحكم معاوية . ومن الواضح أن وجود معاوية ، وإمتداد نفوذه كان يشكل خطراً على الخلافة الإِسلامية في عهد الإِمام أمير المؤمنين عليه السلام لذلك كان إختيار المترجم حافظاً لثغر العراق