المقدمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم على عباده بنعم لا تحصى ، وبأفضال لا تعد ، وبآلاء لا تحد ، والصلاة والسلام على الصادق الأمين ، الذي بعثه الله رحمة للعالمين ، وطريقا يسلكه الصالحون ، ومعينا يلوذ به الظامئون إلى قيام يوم الدين ، وعلى أهل بيته المعصومين ، سفن النجاة ، وسبل الهداية ، ومعدن الحكمة والتنزيل ، الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
أما بعد : فلعله لا يخفى على أحد أن السجال الفكري والجدال العقائدي يشكل المرتكز الأساسي المهم الذي تتبلور وتتحدد من خلاله الهوية الذاتية والبنية العقائدية الأفكار المحتدمة.
والحق يقال : إن هذه المحاورات كانت تشكل المسامحة الأوسع في ذهنية دعاة كل عقيدة من تلك العقائد ، وخصوصا في الفترة التي شهدت نشوء وتطور علم الكلام في المدرسة الإسلامية بمذاهبها المتعددة ، وكان من أبرز ثمارها ما نراه من الأسفار القيمة والمؤلفات الرائعة التي تزدان بها المكتبة الإسلامية في يومنا هذا.
بيد أن هذا الأمر ، ورغم ما يشكله أحد بعديه من جدال فكري يبتني على قاعدة إثبات الأصلح ، وتصحيح ما وقع به بعض الأطراف من الاشتباهات