مقدما فى مثل خرجت فإذا محمد ، وفى «مثل خرجت فإذا محمد ، وفى «مثل خرجت فإذا محمد جالس» تكون منصوبة بجالس (١). وقد ذكرنا أن ما بعدها مبتدأ فى رأى الأخفش خبره محذوف. وكان سيبويه يعرب حقّا فى مثل «أحقّا أنك ذاهب» مفعول فيه منصوب على الظرفية ، وهو خبر مقدم وأن وما بعدها مؤولان بمصدر مبتدأ ، فالتقدير أفى الحق ذهابك ، وكان المبرد يعرب حقّا مفعولا مطلقا حذف فعله أى حقّ حقّا ، وأن وصلتها فاعل (٢). وكان سيبويه يذهب إلى أن «ما» حين تدخل على قلّ ونحوها مثل كثر وطال تكفها عن العمل ، ولا يليها حينئذ إلا الفعل مثل قلما يكتب ، فأما قول المرّار :
صددت فأطولت الصدود وقلما |
|
وصال على طول الصدود يدوم |
فقال فيه إنها دخلت على اسم ضرورة وهو فاعل لفعل محذوف مفسّر والتقدير يدوم ، وذهب المبرد إلى أن ما فى قلما زائدة وهى لا تكفها عن العمل ، فوصال فاعل لقلما (٣). وكان يذهب إلى جواز دخول لام الابتداء على خبر إن ومعموله إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا ، مثل إن زيدا لبك لوائق ، وإنك لبحمد الله لناجح (٤) ، والتكلف واضح فى مثل هذا الأسلوب. وكان الجمهور لا يجوّز دخول لام الابتداء على خبر أن المفتوحة الهمزة وجوّزه المبرد معتمدا على ما جاء فى بعض القراءات للآية الكريمة : (ألا أنهم ليأكلون) بفتح الهمزة ، وخرّج الجمهور ذلك على الزيادة أو على شذوذ القراءة (٥). وكان لا يجيز ترخيم النكرة غير المقصودة مثل شجرة ونخلة ، أما إن كانت مقصودة فلا بأس من ترخيمها فى رأيه كقول بعض الشعراء : «يا ناق سيرى عنقا فسيحا» (٦). ومرّ بنا أن الخليل كان يرى أن الميم فى لفظ الجلالة «اللهم» عوض عن ياء النداء ، وكان يذهب هو وسيبويه إلى أن فاطر السموات والأرض فى قوله جلّ وعزّ : (اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) على نداء آخر أى يا فاطر السموات والأرض ، وذهب المبرد
__________________
(١) المغنى ص ٩٢.
(٢) المغنى ص ٥٦.
(٣) المغنى ص ٣٣٩ وما بعدها.
(٤) الهمع ١ / ١٣٩.
(٥) الهمع ١ / ١٤٠.
(٦) الهمع ١ / ١٨٢.