نظن أنه هو أيضا الذى ذهب إلى أن الظرف الواقع خبرا فى مثل «محمد عندك» منصوب على الخلاف (١).
وتتردد فى كتاب معانى القرآن تسمية الفعل المتعدى باسم الفعل الواقع ، كما تترّدد «أوقعت عليه الفعل» بدلا من «عدّيت إليه الفعل» (٢). ويسمى الفعل المبنى للمجهول باسم «الذى لم يسمّ فاعله» (٣) كما يسمّى الضمير المكنى والكناية (٤). وكان يصطلح على تسمية ضميرى الشان والفصل باسم العماد فى مثل (وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ) أى الحال والشان أن الإخراج محرم عليكم. (٥) وفى مثل (وإذا قالوا اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك) يقول : «فى (الحق) النصب والرفع إن جعلت هو اسما رفعت الحق بها وإن جعلتها عمادا بمنزلة الصلة (أى الحشو) نصبت الحق ، وكذلك فافعل فى أخوات كان وظن وأخواتها كما قال الله تبارك وتعالى : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ) تنصب الحق لأن رأيت من أخوات ظننت» (٦).
واصطلح على تسمية النفى باسم الجحد ، كما مر آنفا فى بعض حديثه ، ويقول : «وضعت بلى لكل إقرار فى أوله جحد (أى نفى) ووضعت نعم للاستفهام الذى لا جحد فيه ، فبلى بمنزلة نعم إلا أنها لا تكون إلا لما فى أوله جحد» (٧). وسمّى لا النافية للجنس باسم التبرئة ، يقول تعليقا على قوله تعالى : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ) القرّاء على نصب ذلك كله بالتبرئة» (٨). وكان يسمى حرف الجر الصفة ، يقول تعليقا على قوله عزوجل : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا) يريد فلا جناح عليهما فى أن يتراجعا و (أن) فى موضع نصب إذا نزعت الصفة (٩)». وواضح أنه يقصد بالصفة حرف الجر
__________________
(١) الإنصاف : المسألة رقم ٢٩ وابن يعيش ١ / ٩١ والرضى ١ / ٨٣.
(٢) معانى القرآن ١ / ٢١ ، ٤٠ ، ١٢١.
(٣) معانى القرآن ١ / ٣٠١.
(٤) معانى القرآن ١ / ٥ ، ١٩.
(٥) معانى القرآن ١ / ٥١.
(٦) معانى القرآن ١ / ٤٠٩ وانظر الجزء الثانى (طبع الدار المصرية للتأليف والترجمة) ص ٢١٢ ، ٢٢٨ ، ٢٨٧ ، ٣٥٢.
(٧) معانى القرآن ١ / ٥٢.
(٨) معانى القرآن ١ / ١٢٠.
(٩) معانى القرآن ١ / ١٤٨.