من «هو وهى» الهاء فقط والواو والياء زائدتان لحذفهما فى المثنى والجمع. بينما كان يرى بقية البصريين أن هو وهى جميعا أصلان (١). وكان يتابع يونس فى أن «إما» فى مثل قولك جاء إما زيد وإما عمرو ليست عاطفة ، وإنما العطف بالواو التى قبلها (٢).
ومما كان يوافق فيه الكوفيين جواز تقديم خبر «ما زال» عليها ، فتقول قائما ما زال زيد ، بينما كان البصريون لا يجيزون مثل هذا التعبير (٣). وكان يوافقهم فى أن «إيا» عماد فى «إياك وإياى وإياه وأخواتهما» والضمير ما يتلوها ، بينما ذهب الخليل وسيبويه والأخفش والمازنى إلى أن الاسم المضمر هو «إيا» وما بعده حرف يدل على أحوال المرجوع إليه من الخطاب والتكلم والغيبة (٤). ووافقهم فى أن الاسم المؤنث علما لرجل مثل طلحة يجوز أن يجمع جمع مذكر سالما فيقال طلحون ، وكان الكوفيون يوجبون سكون عينه ، بينما جوّز فتحها قياسا على الجمع بالألف والتاء ، إذ يقال طلحات بفتح اللام وكان البصريون لا يجيزون جمع هذا العلم إلا جمع مؤنث سالما (٥). ومما وافقهم فيه جواز التوكيد بأكتع وأبصع وأبتع دون ذكر لكلمة جميع ، فيقال جاءوا أكتعون ، واشترط البصريون سبق كلمة أجمع لها فلا يقال عندهم إلا «جاءوا أجمعون أكتعون» ، واستدل ابن كيسان والكوفيون بسماع مثل قول بعض الشعراء : تحملنى الذلفاء حولا أكتعا (٦). وكان يذهب مذهبهم فى أن مثل ثلاث ورباع ممنوع من الصرف للعلمية والعدل ، بينما ذهب البصريون إلى أن المانع الوصفية والعدل ، بدليل وقوعه حالا فى مثل جاءنى القوم مثنى (٧). ومنع الفراء الفصل بين اسم إن وخبرها فى مثل «إن زيدا لأظن قائم وإن زيدا لغير شك قائم وإن زيدا لئن شاء الله قائم» واحتج لذلك ابن كيسان بقوله : إنما امتنع ذلك لأنه كلام معترض به من إخبارك عن نفسك كيف وصفت الخبر عن زيد شكّا كان عندك أو يقينا ،
__________________
(١) ابن يعيش ٣ / ٩٧ والهمع ١ / ٦١.
(٢) الهمع ٢ / ١٣٥
(٣) ابن يعيش ٧ / ١١٣
(٤) الرضى على الكافية ٢ / ٩.
(٥) الرضى ٢ / ١٦٨.
(٦) الهمع ٢ / ١٢٣.
(٧) الرضى ١ / ٣٦.