المفعول .. ومن ذلك قراءة ابن عامر : (وكذلك زيّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم) (١).
ووقف فى «المحتسب» مرارا إزاء تحريك ما فيه حرف حلقى مثل جهرة وجهرة بتحريك الهاء قائلا إن الكوفيين والبغداديين ـ ويقصد أوائلهم النازعين منزعهم ـ يجيزون فيه الفتح وإن لم يسمعوه ، أى أنهم يجعلونه قياسا مطردا ، بينما يقتصر البصريون على ما سمع منه سالكين له فى باب اللغات ، ونراه ينتصر للكوفيين والبغداديين جميعا ، يقول فى التعليق على قراءة (جهرة) فى الآية رقم ٥٥ من سورة البقرة بفتح الهاء : «مذهب أصحابنا فى كل شىء من هذا النحو مما فيه حرف حلقى ساكن بعد حرف مفتوح أنه لا يحرّك إلا على أنه لغة فيه .. ومذهب الكوفيين أنه يحرك الثانى لكونه حرفا حلقيّا ، فيجيزون فيه الفتح وإن لم يسمعوه كالبحر والبحر والصّخر والصّخر ، وما أرى القول من بعد إلا معهم والحق فيه إلا فى أيديهم ، وذلك أننى سمعت عامة عقيل تقول ذلك ولا تقف فيه ، سائغا غير مستكره» (٢). ويعلق على قراءة محمد بن السّميفع (قرح) بفتح الراء فى الآية رقم ١٤٠ من سورة آل عمران قائلا : «ظاهر هذا الأمر أن يكون فيه لغتان : قرح وقرح كالحلب والحلب والطّرد والطّرد ... ثم لا أبعد من بعد أن تكون الحاء لكونها حرفا حلقيّا يفتح ما قبلها كما تفتح نفسها فيما كان ساكنا من حروف الحلق نحو قولهم فى الصّخر الصّخر والنّعل والنّعل ، ولعمرى إن هذا عند أصحابنا (يريد البصريين) ليس أمرا راجعا إلى حرف الحلق ، لكنها لغات.
وأنا أرى فى هذا رأى البغداديين فى أن حرف الحلق يؤثّر هنا من الفتح أثرا معتدّا معتمدا ، فلقد رأيت كثيرا من عقيل لا أحصيهم يحرّك من ذلك ما لا يتحرك أبدا لو لا حرف الحلق ... وهذا ما لا توقف فى أنه أمر راجع إلى حرف الحلق لأن الكلمة بنيت عليه ألبتّة .. ولا قرابة بينى وبين البصريين ولكنها بينى وبين الحق ، والحمد لله (٣)».
__________________
(١) الخصائص ٢ / ٤٠٦ وما بعدها.
(٢) المحتسب ١ / ٨٤.
(٣) المحتسب ١ / ١٦٦.