وذهب مذهب السيرافى فى أن «كان» إذا بنيت للمجهول حذف اسمها وخبرها وأقيم مقام مرفوعها ضمير مصدرها (١) ، واختار رأيه فى أن «ماذا» فى مثل «انظر ما ذا صنعت» اسم موصول بمعنى الذى (٢). وتبع الكوفيين وأستاذه ابن طاهر فى أن ناصب الظرف فى مثل «زيد عندك» هو المبتدأ لا عامل محذوف (٣). وكان يذهب إلى أن «أما» التى بمعنى حقّا فى مثل «أما أنه شاعر» حرف (٤) ، وجوّز أن تكون الجملة التعجبية صلة للموصول مثل «جاء الذى ما أكرمه». (٥) وكان يرى أن عامل الحال فى الجملة الاسمية المبتدأ نحو «هو على شاعرا» (٦) وأن موضع ما خلا فى مثل «قام القوم ما خلا محمدا» نصب على الاستثناء مثل غير (٧) ، وأنه يجوز فى «لا سيما زيد» أن تكون ما نكرة موصوفة ، وزيد خبر لمبتدأ محذوف والجملة صفة (٨) لها ، كما يجوز فى التمييز التالى لكأين فى مثل (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ) أن يكون منصوبا أو مجرورا بمن كما فى الآية أو بغيرها (٩).
أما الشلوبين (١٠) فهو عمر بن محمد المكنى بأبى على المتوفّى سنة ٦٤٥ للهجرة تلميذ السّهيلى والجزولى. كان إمام عصره فى العربية غير مدافع ، أقرأ نحو ستين سنة ، وبرع فى تلاميذه جلّة من النحاة ، وله تعليق على كتاب سيبويه وشرحان على الجزولية ومصنف فى النحو سماه التوطئة. وهو مثل أسلافه تارة يقف مع سيبويه والبصريين وتارة يقف مع النحاة الآخرين من موطنه وغير موطنه. ونراه يحتج لرأى سيبويه فى أن النكرة أصل والمعرفة فرع قائلا إنه نظر إلى حال الوجود إذ الأجناس هى الأول ثم الأنواع (١١) ، أو بعبارة أخرى النكرات تكون أولا ثم تكون المعارف. وكان يأخذ برأى الرمّانى فى أن خبر المبتدأ بعد لو لا إذا كان
__________________
(١) الهمع ١ / ١٦٤.
(٢) المغنى ص ٣٣٣.
(٣) المغنى ص ٤٨٤.
(٤) المغنى ص ٥٦.
(٥) الهمع ١ / ٨٦.
(٦) الهمع ١ / ٢٤٥.
(٧) المغنى ص ١٤٢.
(٨) الهمع ١ / ٢٣٤.
(٩) الهمع ١ / ١٥٥.
(١٠) انظر فى ترجمة الشلوبين المغرب ٢ / ١٢٩ وإنباه الرواة ٢ / ٣٣٢ والتكملة لابن الأبار ص ٦٥٨ وابن خلكان ١ / ٣٨٢ وابن فرحون فى الديباج ص ١٨٥ وشذرات الذهب ٥ / ٢٣٢ وبغية الوعاة ص ٣٦٤.
(١١) الهمع ١ / ٥٥.