موصوفة ، أما قولهم : «مررت بما معجب لك» فما فيه زائدة (١). وكان سيبويه يذهب إلى أن قول بعض العرب «ما أنت وزيدا» و «كيف أنت وزيدا» على تقدير كان محذوفة أى ما كنت وزيدا وكيف تكون وزيدا وذهب الفارسى وغيره من النحاة إلى أن كان المقدرة تامة ، وذهب أبو حيان إلى أنها الناقصة ، فما خبرها وكذلك كيف (٢). ومعروف أن الجملة الموصوف بها يربطها دائما بموصوفها ضمير إما مذكور وإما مقدر مثل (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) على تقدير فيه محذوفة أربع مرات ، وذهب أبو حيان مذهبا بعيدا قائلا إن الأولى أن لا يقدر فى الآية ضمير بل يقدّر أن الأصل واتقوا يوما يوم لا تجزى بإبدال يوم الثانية من يوم الأولى ، ثم حذف المضاف ، وهو تخريج ظاهر التكلف (٣). واختلف البصريون والكوفيون فى ألفاظ العدد المعدولة على وزن فعال ومفعل ، فوقف بها البصريون عند أحاد وموحد وثناء ومثنى وثلاث ومثلث ورباع ومربع وخماس ومخمس وعشار ومعشر لمجيئها سماعا وقاس عليها الكوفيون سداس ومسدس وسباع ومسبع وثمان ومثمن وتساع ومتسع ، وقال أبو حيان : الصحيح أن البناءين مسموعان من واحد إلى عشرة على نحو ما حكى ذلك أبو عمرو الشيبانى وغيره (٤). وكان جمهور النحاة يجيز ترخيم العلم المركب تركيب مزج مطلقا ومنع أكثر الكوفيين ترخيم ما آخره «ويه» مثل سيبويه ، وذهب أبو حيان إلى أنه لا يجوز ترخيم هذا العلم بحال (٥) وكان جمهور النحاة يذهب إلى أن المنصوب فى مثل أنت الرجل علما أو أدبا أو حلما وأنت زهير شعرا وأنت حاتم جودا ويوسف حسنا حال ، وذهب أبو حيان إلى أنه تمييز (٦). وذهب الجمهور إلى أن «نعم» فى مثل «نعم هذه أطلالهم» للتذكير ، بينما ذهب أبو حيان إلى أنها تصديق لما بعدها وقدّمت ، قال : والتقديم أولى من ادعاء معنى لم يثبت لها (٧).
__________________
(١) المغنى ص ٦٢٧.
(٢) الهمع ١ / ٢٢١.
(٣) المغنى ص ٥٥٧.
(٤) الهمع ١ / ٢٦.
(٥) الهمع ١ / ١٨٢.
(٦) الهمع ١ / ٢٣٨.
(٧) الهمع ٢ / ٧٧.