أو ما ولا النافيتين (١) مثل «أزيدا لقيته» و «ما زيدا كلمته» وكذلك إذا عطفت الجملة التى فيها الاسم الذى شغل عنه الفعل على جملة فعلية مثل «ضربت زيدا ، وعمرا أكرمته» ومنه قوله جلّ وعز : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً)(٢). ويستوى النصب والرفع إذا عطفت جملة الاشتغال على جملة مصدرة بمبتدأ وخبرها فعل أو جملة فعلية مثل : «زيد أكرمته ، وعبد الله لقيته» فعبد الله يرفع إن عطفت جملته على جملة المبتدأ والخبر وينصب إن عطفت على جملة الخبر لتناسب المعطوف والمعطوف عليه فى الوجهين (٣). ويختار الرفع إذا تلا الاسم جملة خبرية موجبة مثل «زيد لقيته» لأننا لا نحتاج حينئذ إلى تقدير فعل محذوف (٤) ، غير أن النصب جائز ومنه قوله تعالى : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) وكذلك إذا فصل بين حرف الاستفهام والاسم المشغول عنه الفعل بفاصل مثل : «أأنت عبد الله ضربته» (٥). ويجب الرفع إذا توسّط بين الاسم المشغول عنه الفعل وبين الفعل أداة شرط أو استفهام مثل «زيد إن تكرمه يكرمك» و «زيد كم مرة لقيته» و «عمرو هل رأيته» وكذلك إذا كان الفعل فى موضع الصفة مثل «ما شىء حميته بمستباح» لأن جملة «حميته» صفة لشىء وبمستباح خبرها. ومما يجب رفعه أيضا أن يكون الفعل معه صلة لموصول مثل «زيد الذى رأيته سأل عنك» وكذلك إن أبدلت منه أو وكدته مثل «زيد أن تكرمه خير من أن تهينه» لأن ما بعد أن الناصبة للفعل يعدّ من صلتها (٦). والرفع فى كل ذلك إنما هو على الابتداء. وقال سيبويه إن الاشتغال يكون فى الأفعال الناقصة على نحو ما يكون فى الأفعال التامة مثل : «أعبد الله كنت مثله ، وزيدا لست مثله» (٧). وذكر أن اسم الفاعل والمفعول وأسماء المبالغة تجرى فى هذا الباب مجرى الأفعال مثل «أزيدا أنت ضاربه» و «أزيدا أنت ضرّابه» (٨). وحتّم الرفع فى مثل «زيد أنت الضاربه» لأن الألف واللام بمعنى
__________________
(١) الكتاب ١ / ٧٢.
(٢) الكتاب ١ / ٤٦.
(٣) الكتاب ١ / ٤٧.
(٤) الكتاب ١ / ٤٢.
(٥) الكتاب ١ / ٥٤.
(٦) الكتاب ١ / ٦٥ وانظر ٤٥.
(٧) الكتاب ١ / ٥٢.
(٨) الكتاب ١ / ٥٥ وما بعدها.