الذى ، فضاربه من صلتها ، فحكمها مع الاسم الذى شغلت عنه حكم الفعل السالف فى الصلة ، ولذلك يجب الرفع (١) على الابتداء.
ولم نعرض لكل صور الاشتغال عند سيبويه إنما عرضنا لصوره المشهورة ، وكأنما نثر كنانة اللغة بين يديه وجمع منها كل ما أراد من صور لا فى هذا الباب وحده ، بل أيضا فى كل الأبواب التى يحذف معها الفعل. وقد استكمل صور حذفه مع المفعول به فيما وراء باب الاشتغال ، من ذلك تصويره لحذفه فى باب التحذير مثل الأسد الأسد (٢) ، وإياك ، وإياك والأسد (٣) ، وفى باب الاختصاص مثل «إنا معشر العرب كرام» وهو على تقدير أعنى (٤). ويصوّر حذفه جوازا إذا قامت قرينة مثل «مكة» لمن رأيته قاصدا الحج أى تريد مكة (٥). ويعرض لكثير من الصور السماعية التى يحذف فيها وجوبا مثل «هذا ولا زعماتك» أى ولا أتوهم زعماتك (٦) ، ومن ذلك قول العرب فى بعض أمثالهم : «كليهما وتمرا» أى أعطنى كليهما وتمرا (٧) ، وقول الله جلّ وعزّ : (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) أى ائتوا خيرا لكم (٨) ، وقولهم : «مرحبا وأهلا وسهلا» أى أدركت مرحبا وأصيت أهلا ونزلت سهلا ، (٩) وقولهم : «امرأ ونفسه» (١٠) أى دع امرأ ونفسه ، وقولهم : «ما لك وزيدا» أى وتناولك زيدا (١١) ، وقولهم «تربا وجندلا» أى ألزمك الله أو أطعمك (١٢).
وقد أكثر سيبويه من عقد الأبواب التى تصوّر حذف الفعل مع المفعول المطلق جوازا ووجوبا ، وهو إنما يجب إذا جاء بدلا من فعله كقولهم فى الدعاء له «سقيا ورعيا» أى سقاك الله ورعاك (١٣) و «هنيئا» أى لتهنأ (١٤) وقولهم فى الدعاء عليه «ويلك وويحك» (١٥) ، وقولهم : «حمدا وشكرا» (١٦) ، وقولهم «سبحان الله ومعاذ الله
__________________
(١) الكتاب ١ / ٦٦.
(٢) الكتاب ١ / ١٢٨.
(٣) الكتاب ١ / ١٣٨.
(٤) الكتاب ١ / ٣٢٧.
(٥) الكتاب ١ / ١٢٩.
(٦) الكتاب ١ / ١٤١.
(٧) الكتاب ١ / ١٤٢.
(٨) الكتاب ١ / ١٤٣.
(٩) الكتاب ١ / ١٤٩.
(١٠) الكتاب ١ / ١٥٠.
(١١) الكتاب ١ / ١٥٥.
(١٢) الكتاب ١ / ١٥٨.
(١٣) الكتاب ١ / ١٥٧.
(١٤) الكتاب ١ / ١٥٩.
(١٥) الكتاب ١ / ١٦٠. (١٦) الكتاب ١ / ١٦٠.