وعمرك الله» (١). ومما اطرد فيه حذف الفعل قولهم : «ما أنت إلا سيرا» و «ما أنت إلا السير» بالنصب و «ما أنت إلا السير السير» (٢) ، وزعم سيبويه أنهم استخدموا فى هذا الباب صفات مثل أقائما وقد قعد الناس (٣) وأتميميّا مرة وقيسيّا أخرى أى أتتحول تميميّا مرة وقيسيّا أخرى (٤). ومما حذف معه الفعل المصادر المثناة مثل لبيّك وسعديك (٥) ، وحقّا فى قولهم «هذا عبد الله حقّا» (٦) وعرفا فى قولهم : «علىّ ألف درهم عرفا» (٧). ويحذف الفعل مع قطع النعت ونصبه فى مثل «الحمد لله الحميد» بالنصب (٨) ، كما يحذف فى باب النداء على نحو ما ذكرنا ذلك آنفا.
وليس الفعل التام وحده الذى يحذف ، فكان الناقصة تحذف فى مواضع منها قولهم : «الناس مجزيّون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرّا فشر» أى إن كان الجزاء خيرا فخير ، وإن كان شرّا فشر. وأجاز أن يقال إن خير فخير أى إن كان فى أعمالهم خير فالّذى يجزون به خير. هكذا قدّر العبارة (٩). ومن مواضع حذف كان قولهم كيف أنت وزيدا وما أنت وزيدا على تقدير كيف تكون أنت وزيدا وما كنت وزيدا (١٠) ، وإنما قدّر كان فى المثالين ليسبق المفعول معه فعل يعمل فيه النصب. ومن تلك «المواضع قولهم : «أما أنت منطلقا انطلقت معك» ، على تقدير أن كنت منطلقا انطلقت (١١) ، فحذفت كان وانفصل اسمها وعوض عنهما بلفظة ما.
ومما يطّرد معه حذف العامل الجارّ والمجرور إذا كانا فى موضع الحال أو الصفة أو الخبر ، إذ يقدرهما متعلقين بفعل استقر محذوفا ، فإذا قلت «فى الدار زيد» كان ذلك على تقدير استقر فى الدار زيد (١٢). ومثلهما الظرف. ويطرد مع لام التعليل التى ينصب بعدها المضارع وأخواتها مثل أو والواو والفاء حذف أن الناصبة له ، والخليل كما مرّ بنا هو الذى نبّه على هذا الحذف. وتضمر ربّ
__________________
(١) الكتاب ١ / ١٦٢.
(٢) الكتاب ١ / ١٦٨.
(٣) الكتاب ١ / ١٧١.
(٤) الكتاب ١ / ١٧٢.
(٥) الكتاب ١ / ١٧٤.
(٦) الكتاب ١ / ١٨٩.
(٧) الكتاب ١ / ١٩٠.
(٨) الكتاب ١ / ٢٤٨.
(٩) الكتاب ١ / ١٣٠ وما بعدها.
(١٠) الكتاب ١ / ١٥٢ وما بعدها.
(١١) الكتاب ١ / ١٤٨.
(١٢) الكتاب ١ / ٢٦٠.