كتاب التصريف
وينبغي أن يقدّم الشّروع فيه أبنية الأسماء والأفعال لتعلم الحروف الأصلية والزائدة فأمّا الحروف فلا يعرف لها اشتقاق حتّى تقضي على بعض حروفها بالزّيادة والانقلاب ، ألا ترى أنّ الألف في ما لو كانت منقلبة لكانت عن واو أو ياء ولو كان كذلك لخرجتا على الأصل ؛ لأنّهما في مثل ذلك ساكنان فكانت تكون مو أو مي مثل : (لو) و (كي).
فصل : والأسماء الّتي كلّ حروفها أصل على ثلاثة أضرب : ثلاثية ورباعية وخماسيّة ، وليس فيها سداسيّة وإنّما اجتنب ذلك لطوله وأقلّ الأصول ثلاثة أحرف ؛ لأن الحاجة تدعو إلى حرف يبدأ به وحرف يوقف عليه وحرف يفصل به بينهما لئلّا يلي الابتداء الوقف ؛ لأن المتجاورين كالشّيء الواحد والابتداء والوقف متضادّان فلذلك فصل بينهما.
فصل : وإنّما لم يكن السّداسيّ أصلا ؛ لأنه ضعف الأصل الأوّل فيصير كالمركّب مثل حضرموت فنقصوه عن ذلك.
فصل : وقد يبلغ الاسم الثلاثيّ بالزيادة إلى سبعة أحرف كقولك : اشهابّ الشيء اشهيبابا واحمارّ احميرارا ولم يزد على ذلك. فأمّا قرعبلانة فالحرف الثامن تاء التأنيث وهو في حكم المنفصل.
فصل : وأمّا أصول الأفعال فأصلان ثلاثية ورباعية ، ولم يأت منها خماسيّ لوجهين :
أحدهما : كثرة تصرّفها والزيادة عليها فلو كانت خمسة لثقلت.
والثاني : أنّ الفعل فرع على الاسم فنقص عنه لمكان الفرعيّة.
فصل : وأكثر ما يصير الفعل بالزيادة ستة أحرف ، وذلك أنّهم زادوا على أكثر أصول الأسماء حرفين ففعلوا مثل ذلك في الفعل ، فلو زادوا ثلاثة لكان الفعل أوسع من الاسم وهم قد منعوا الفعل من أن يساوي الاسم في الأصول فكذا في الزيادة.
فصل : وقد يزاد على الفعل الثّلاثيّ حرف مثل : أجرم ، وحرفان مثل : انطلق ، وثلاثة مثل : استخرج ، وعلى الرباعي حرفان مثل : احرنجم.