والهمزة والمفتوحة بين الألف والهمزة والمضمومة بين الواو والهمزة وهي في كلّ ذلك متحرّكة تؤذن بالمتحرك ، ومثال أن تقول في مسائل : مسايل ، وفي هباءة : هباية ، وفي جزاؤه : جزاوه.
وقال سيبويه : لا تجعل الهمزة بين بين إلا في موضع يقع موقعها الساكن لئلا يفضى إلى الجمع بين الساكنين والألف يصحّ أن يقع الساكن بعدها نحو : شابّة ودابّة.
فصل : فإن كان قبل الهمزة المتحركة حرف ساكن ليس من حروف المدّ فتخفيفها أن تنقل حركتها إلى الساكن ويحذف كقولك في المتصل : مرة في مرأة ، وسل في اسأل ، وفي المنفصل كم بلك ومن مّك ومن بوك فتحذف الهمزة في هذا كلّه وتحرّك الساكن بحركتها وكذلك تفعل في لام المعرفة نحو : النّثى والحمر والايمان ، ومن العرب من إذا حذف الهمزة وحرّك لام المعرفة حذف همزة الوصل قبلها لاستغنائه عنها بحركتها فيقول لحمر ولنثى وليمان يجعل العارض كاللازم ؛ لأنه منقول عن لازم وتقول في قوله تعالى : (يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ) [النمل : ٢٥] يخرج الخب ، فتحذف الهمزة ومن العرب من قال في تخفيف امرأة وكمأة مراة وكماة مثل قناة والوجه فيه أنّه خفّف الهمزة بنقل حركتها إلى ما قبلها فصار ما قبلها مفتوحا وبعده همزة ساكنة فقلبها ألفا كما يفعل في راس وهو قليل في اللغة.
فصل : ومما خفّفوه بالحذف والإلقاء مضارع رأى فقالوا : يرى ، والأصل : يرأى ، ففعلوا به ما ذكرنا فعلى هذا تقول في الأمر ريا زيد فلا تدخل همزة الوصل لتحرّك الأوّل وفي المؤنّث ري وفي التثنية ريا وفي الجمع روا.
فصل : فإن كان قبل الهمزة المتحركة حرف متحرك فتخفيفها يختلف بحسب اختلاف حركتها وحركة ما قبلها ، فإن كانت مفتوحة قبلها فتحة فتخفيفها أن تجعل بين بين كقولك : في سأل سال ، وإن كان قبل المفتوحة ضمة أو كسرة لم تجعل بين بين ؛ لأن جعلها كذلك مقرّب لها من الألف والألف لا تقع بعد ضمّة ولا كسرة ولكن تبدلها واوا بعد الضمّ وياء بعد الكسرة كقولك : في تؤدة تودة وفي مئر مير.
فصل : فإن انضمّت وقبلها ضمّة أو فتحة جعلت بين الهمزة والواو نحو : قام غلام أختك ورأيت غلام أختك ، وإن كان قبل المضمومة كسرة جعلت بين الياء والهمزة كقولك :