إذا اشتمل الاسم على زيادة ، لو أبقيت لاختلّ بناء الجمع ، الذي هو نهاية ما ترتقي إليه الجموع ـ وهو فعالل وفعاليل ـ حذفت الزيادة ، فإن أمكن جمعه على إحدى الصيغتين ، بحذف بعض الزائد وإبقاء البعض ، فله حالتان :
إحداهما : أن يكون للبعض مزيّة على الآخر.
والثانية : أن لا يكون كذلك. والأولى هي المرادة هنا ، والثانية ستأتي في البيت الذي في آخر الباب. مثال الأولى «مستدع» فتقول في جمعه : «مداع» فتحذف السين والتاء. وتبقى الميم ، لأنها مصدّرة ومجرّدة للدلالة على معنى (١) ، وتقول في «ألندد» و «يلندد» : «ألادّ» و «يلادّ» فتحذف النون ، وتبقي الهمزة من «ألندد» والياء من «يلندد» لتصدّرهما ولأنهما في موضع يقعان فيه دالّين على معنى ، نحو «أقوم ، ويقوم» (٢) بخلاف النون فإنّها في موضع لا تدل على معنى أصلا.
والألندد ، واليلندد : الخصم ، يقال : رجل ألندد ، ويلندد أي : خصم ، مثل الألدّ.
والياء لا الواو احذف ان جمعت ما |
|
ك «حيزبون» فهو حكم حتما (٣) |
__________________
(١) المعنى الذي تدل عليه الميم هو الوصف ، أي اسم الفاعل من كل فعل جاوز ثلاثة أحرف نحو : منطلق ، مدحرج ، مستغفر.
(٢) المعنى الذي تدل عليه كل من الهمزة والياء هو المضارعة فإنهما من حروف «أنيت» التي تلزم أول المضارع. فالهمزة تدل على المتكلم المفرد ، والياء تدل على الغائب المفرد.
(٣) الياء : مفعول به مقدم للفعل «احذف» منصوب بالفتحة. لا الواو : لا حرف عطف. الواو : معطوف على الياء منصوب مثله بالفتحة. احذف : فعل أمر مبني على السكون فاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. إن : حرف شرط جازم يجزم فعلين. جمعت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء في محل جزم