قد سبق أنه يجب كسر ما قبل ياء النسب ؛ فإذا وقع قبل الحرف الذي يجب كسره في النسب ياء مكسورة مدغم فيها ياء ـ وجب حذف الياء المكسورة (١) ، فتقول : في «طيّب» : «طيبيّ» : وقياس النسب في «طيّء» : «طيئيّ» لكن تركوا القياس ، وقالوا : «طائيّ» بإبدال الياء ألفا.
فلو كانت الياء المدغم فيها مفتوحة لم تحذف ، نحو «هبيّخيّ» في «هبيّخ» والهبيّخ : الغلام الممتليء ؛ والأنثى : هبيّخة.
النسب إلى نحو «فعيلة» و «فعيلة» :
وفعليّ في «فعيلة» التزم |
|
وفعليّ في «فعيلة» حتم (٢) |
يقال في النسب إلى «فعيلة» : «فعليّ» بفتح عينه وحذف يائه (٣) ـ إن لم يكن معتل العين ولا مضاعفا ، كما يأتي ؛ فتقول في «حنيفة» : «حنفيّ» ويقال في النسب إلى «فعيلة» : «فعليّ» ـ بحذف الياء ـ إن لم يكن مضاعفا ، فتقول في «جهينة» : «جهني».
__________________
(١) أصلية كانت كطيّب ، أو منقلبة عن واو كميّت ـ أصلها ميوت ـ أو زائدة كغزيّل ـ تصغير غزال فتقول : ميتي ، وغزيليّ بسكون الياء وكسر ما بعدها لكراهة اجتماع الياءات والكسرتين ، وبهذا يظهر أن قول المصنف «وثالث من نحو طيب حذف» هو بيان للواقع في طيّب لا قيد لأن الرابعة فأكثر كذلك.
(٢) فعليّ : مبتدأ خبره «التزم» وفعليّ : مبتدأ خبره جملة «حتم» وفعيلة ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث وقد نون للضرورة.
(٣) حذفت الياء فرقا بين المذكر والمؤنث ، لأنك تنسب إلى ، «حنيف وشريف» بدون حذف فتقول : «حنيفيّ وشريفيّ» وفتحت العين من فعيلة بعد حذف الياء لئلا يتوالى كسرتان ؛ كسرة العين الأصلية وكسرة ما قبل ياء النسب ، كما سبق في «نمر» ، وقد شذ إبقاء الياء من «فعيلة» في ألفاظ نبهوا بها على الأصل المرفوض ، كقوله :
ولست بنحويّ يلوك لسانه |
|
ولكن سليقيّ أقول فأعرب |
قال سليقي ـ نسبة إلى «سليقه» وهي الطبيعة وحقه الحذف «سلقيّ».