حركته إعرابية ، نحو «جاء زيد» ولا على ما حركته مشبهة للحركة الإعرابية كحركة الفعل الماضي ، ولا على ما حركته البنائية غير لازمة ، نحو «قبل» و «بعد» والمنادى المفرد نحو : «يا زيد ، ويا رجل» واسم لا التي لنفي الجنس ، نحو «لا رجل» وشذّ وصلها بما حركته البنائية غير لازمة كقولهم في «من عل» : «من عله» (١) واستحسن إلحاقها بما حركته دائمة لازمة.
إعطاء الوصل حكم الوقف
وربّما أعطي لفظ الوصل ما |
|
للوقف نثرا ، وفشا منتظما (٢) |
قد يعطى الوصل حكم الوقف ، وذلك كثير في النظم ، قليل في النثر ، ومنه في النثر قوله تعالى : (لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ)(٣) ومن النظم قوله :
__________________
(١) هذا من قول الشاعر :
يا ربّ يوم لي لا أظلله |
|
أرمض من تحت وأضحى من عله |
(٢) ربما : رب : حرف تقليل وجرّ شبيه بالزائد ، ما : زائدة كافة لرب عن العمل. نثرا : حال من لفظ النثر. بتأويله ب «منتثرا أو منثورا» وفشا : الواو عاطفة. فشا. فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف ، وفاعله ضمير مستتر مصدر مأخوذ من «أعطى لفظ الوصل ما للوقف» وتقديره وفشا إعطاء الوصل ما للوقف منتظما. منتظما : حال من ضمير فشا منصوب.
(٣) من الآية ٢٥٩ من سورة البقرة منها «أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ ...».
والاستشهاد بقوله تعالى : «يتسنّه» مبني على اعتبار الفعل مشتقا من «السنة» واحدة السنين وأن لامها واو ، فيكون أصل الفعل «يتسنّو» قلبت الواو ألفا وحذفت للجازم فلحقته الهاء وقفا وأجري الوصل مجراه. أما على قول الحجازيين : إن لام السنة هاء فإن «يتسنّه» مجزوم بسكون الهاء ولا شاهد فيه لأن الهاء لام الكلمة وليست زائدة.