وذكر المصنف أن علامة الصفة المشبهة استحسان جرّ فاعلها بها نحو : «حسن الوجه ، ومنطلق اللسان ، وطاهر القلب» والأصل : «حسن وجهه ، ومنطلق لسانه ، وطاهر قلبه» ، فوجهه : مرفوع بحسن على الفاعلية ولسانه : مرفوع بمنطلق وقلبه مرفوع بطاهر وهذا لا يجوز في غيرها من الصفات فلا تقول : «زيد ضارب الأب عمرا» تريد : ضارب أبوه عمرا ، ولا «زيد قائم الأب غدا» تريد : زيد قائم أبوه غدا (١) ، وقد تقدم أن اسم المفعول يجوز إضافته إلى مرفوعه ، فتقول : «زيد مضروب الأب» ، وهو حينئذ جار مجرى الصفة المشبهة.
صوغ الصفة المشبهة :
وصوغها من لازم لحاضر |
|
ك : «طاهر القلب جميل الظاهر». |
يعني أن الصفة المشبهة لا تصاغ من فعل متعد ، فلا تقول : «زيد قاتل الأب بكرا» تريد : قاتل أبوه بكرا ، بل لا تصاغ إلا من فعل لازم نحو «طاهر القلب ، وجميل الظاهر» ، ولا تكون إلا للحال ، وهو المراد بقوله : «لحاضر» ، فلا تقول : «زيد حسن الوجه غدا ، أو أو أمس». ونبّه بقوله : «كطاهر القلب جميل الظاهر» على أن الصفة إذا كانت من فعل ثلاثي تكون على نوعين :
أحدهما : ما وازن المضارع نحو «طاهر القلب» (٢) ، وهذا قليل فيها.
والثاني : ما لم يوازنه ، وهو الكثير نحو «جميل المنظر ، وحسن الوجه ، وكريم الأب».
وإن كانت من غير ثلاثي وجب موازنتها المضارع نحو : «منطلق اللسان».
__________________
(١) اسم الفاعل المتعدي لواحد تمتنع إضافته لفاعله عند الجمهور.
(٢) ويراد به ما جاء على وزن اسم الفاعل وأريد به الثبوت فهو موازن للمضارع لفظا بالحركات والسكنات وتمييز الأصول والزوائد.