وأشار المصنف بقوله : «وآخر المؤكد افتح» إلى أن الفعل المؤكّد بالنون يبنى على الفتح إن لم تله ألف الضمير أو ياؤه أو واوه (١) نحو : «اضربنّ زيدا ، واقتلنّ عمرا».
أحوال الفعل مع نونى التوكيد :
واشكله قبل مضمر لين بما |
|
جانس من تحرّك قد علما (٢) |
والمضمر احذفنّه إلّا الألف |
|
وإن يكن في آخر الفعل ألف (٣) |
__________________
الشاهد فيه قوله : «من تثقفن» فقد أكّد المضارع بعد أداة شرط غير «إمّا» وهو قليل وجعله سيبويه ضرورة شعرية.
تنبيه : يمكن تلخيص ما سبق بقولنا : إن للمضارع مع نوني التوكيد ست حالات :
(الأولى) : وجوب توكيده وقد ذكرها بقوله : أو مثبتا في قسم مستقبلا.
(الثانية) : قرب توكيده من الواجب وقد ذكرها بقوله : «أو شرطا إما تاليا».
(الثالثة) : توكيده كثير إن وقع بعد أداة طلب وقد ذكره بقوله : «ويفعل آتيا ذا طلب» والطلب يشمل : الأمر والنهي والدعاء والعرض والتمني والاستفهام.
(الرابعة) : توكيده قليل بعد «لا» النافية ، أو «ما» الزائدة التي لم تسبق بإن الشرطية.
(الخامسة) : توكيده أقل : إن وقع بعد «لم» أو أداة جزاء غير «إن» الشرطية المدغمة ب «ما» الزائدة.
(السادسة) : امتناع توكيده وذلك إذا انتفت شروط الواجب ولم يكن من الأحوال السابقة ، كأن يكون في جواب قسم منفيّ ، أو فصل من اللام.
(١) يشترط في بناء المضارع أن تباشره نون التوكيد ، فإن فصلت بينهما ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة بقي على إعرابه ولم يبن.
(٢) لين : صفة لمضمر ، جملة : جانس مع الفاعل المستتر : صلة الموصول «ما» لا محل لها من الإعراب ، وجملة : قد علما مع نائب الفاعل المستتر : في محل جر صفة لتحرك.
(٣) المضمر : مفعول به لفعل محذوف وجوبا يفسره المذكور ، وجملة : احذفنه : تفسيرية لا محل لها من الإعراب ، الألف : مستثنى بإلا منصوب ، يكن : فعل مضارع تام فعل الشرط مجزوم ، ألف : فاعل يكن مرفوع.