للتأنيث فهذا لا ينصرف في معرفة ولا نكرة وما كان لغير التأنيث ، فهو ينصرف في النكرة ، ولا ينصرف في المعرفة ، فأما التأنيث فنحو حبلى ، وحبارى (١) ، وجمزى (٢) ، ودفلى (٣) ، وغنبى وشروى (٤) لا ينون شيء من ذلك بحال في معرفة ولا نكرة.
وذلك ، أن الألف فيه للتأنيث والألف تزيد على هاء التأنيث قوة ؛ لأنها تبنى مع الاسم ، وتصير كبعض حروفه وتتغير لها بنيته ويكسر الاسم معها فيعود الألف في الجميع والهاء تزاد على المذكر ولا يتغير لفظه.
تقول : حبلى ، وسكرى : ولا يقال حبل ، ولا سكر ، ويجمع حبالى ، وسكارى فيختلط الألف بحروف ما كسّر ، وتقول في الهاء : قائم ، وقائمة وثمر وثمرة ، فلما كانت الألف مختلطة بالاسم الاختلاط الذي ذكرناه كانت لها مزية على الهاء فصارت بمشاركتها للهاء علة تقوم مقام علتين.
وأما الألف الزائدة ، كألف أرطى (٥) ، وحبنطى (٦) ، وقبعثرى (٧) ، وما جرى مجراه من الأسماء المذكرة ، التي في أواخرها الألف زائدة ، فإنها .. تنصرف في النكرة ولا تنصرف إذا سمي بها في المعرفة ؛ لأنها أشبهت بالزيادة ألف التأنيث وانضم إليها التعريف ، فمنعا الصرف. وقد جاءت الأسماء في أواخرها ألف حملها بعض العرب على أنها ألف التأنيث ، فلم ينونها بحال ، وحملها بعضهم على أنها ألف زائدة للإلحاق ، لا للتأنيث ، فنونها في النكرة.
فمن ذلك" ذفرى" بعضهم يقول : هذه ذفرى أسيلة ، وبعضهم يقول : هذه ذفرى أسيلة ، وهي أقلهما.
وكذلك" تترى" بعضهم يجعل الألف للتأنيث وبعضهم يجعلها زائدة للإلحاق
__________________
(١) طائر يقع على الذكر والأنثى ، واحدها وجمعها سواء. انظر : (الصحاح).
(٢) الحمار الوثاب السريع. اللسان (جمز).
(٣) شجر مر أخضر حسن المنظر. اللسان (دفل).
(٤) شروى الشيء مثله. اللسان (شرى).
(٥) شجر ينبت بالرمل. اللسان (أرط).
(٦) الغليظ القصير البطن. اللسان (حبط).
(٧) الجمل العظيم. اللسان (قبعثر).