فإن صيرت الثنائي مثل قد وهل ولو اسما أدخلت عليه التشديد فقلت : هذه لو مكتوبة ، وهذه قد حسنة الكتبة ، زدت واوا على واو ، ودالا على دال ، ثم أدغمت وشددت.
فالتشديد علامة الإدغام والحرف الثالث كقول أبي زبيد الطائي : (١)
ليت شعري وأين مني ليت |
|
إن ليتا وإن لوا عناء |
فشدد لوا حين جعله اسما.
قال ليث : قلت لأبي الدقيش : هل لك في زبد ورطب؟
فقال : أشد الهل وأوحاه (٢) ، فشدد اللام حين جعله اسما. قال : وقد تجيء أسماء لفظها على حرفين وتمامها ومعناها على ثلاثة أحرف مثل يد ودم وفم ، وإنما ذهب الثالث لعلة أنها جاءت سواكن وخلقتها (٣) السكون مثل ياء يدي وياء دمي (٤) في آخر الكلمة ، فلما جاء التنوين ساكنا اجتمع ساكنان فثبت التنوين لأنه إعراب وذهب الحرف الساكن ، فإذا أردت معرفتها فاطلبها في الجمع والتصغير كقولهم : أيديهم في الجمع ، ويديه في التصغير. ويوجد أيضا في الفعل كقولهم : دميت يده ، فإذ ثنيت الفم قلت : فموان ، كانت تلك الذاهبة من الفم الواو.
قال الخليل : بل الفم أصله فوه كما ترى والجمع أفواه ، والفعل فاه يفوه فوها ، إذا فتح فمه للكلام
__________________
(١) كذا في ص أما في ط وس : أبو زيد ، وفي ك : ابن زيد الطائي والبيت في شعر أبي زبيد الطائي ص ٢٤.
(٢) في ط وص وس : وأوخاه. وفي ك : سد الهل وواخه. وجاء في اللسان هلل : قال ابن بري ، قال ابن حمزة : روى أهل الضبط عن الخليل أنه قال لأبي الدقيش أو غيره : هل لك في تمر وزبد؟ فقال : أشد الهل وأوحاه. وفي رواية : أسرع هل وأوحاه.
(٣) في م وك : وخلفها.
(٤) في م وك : مثل بأيد ، وبأدم.