فكلما سلمت كلمة على ثلاثة أحرف من هذه الحروف فهي ثلاثي صحيح مثل : ضرب ، خرج ، دخل ، والثلاثي المعتل مثل : ضرا ، ضري ضرو ، خلا ، خلي ، خلو لأنه جاء (١) مع الحرفين ألف أو واو أو ياء فافهم.
وقال الخليل :
بدأنا في مؤلفنا هذا بالعين وهو أقصى الحروف ، ونضم إليه ما بعده حتى نستوعب كلام العرب الواضح والغريب ، وبدأنا الأبنية بالمضاعف ، لأنه أخف على اللسان وأقرب مأخذا للمتفهم.
المضاعف
باب العين مع الحاء والهاء والخاء والغين
قال الخليل بن أحمد : إن العين لا تأتلف مع الحاء في كلمة واحدة لقرب مخرجيهما إلا أن يشتق فعل من جمع بين كلمتين مثل حي على كقول الشاعر :
ألا رب طيف بات منك معانقي (٢) |
|
إلى أن دعا داعي الفلاح فحيعلا |
يريد : قال : حي على الفلاح أو كما قال الآخر :
فبات خيال طيفك لي عنيقا |
|
إلى أن حيعل الداعي الفلاحا |
أو كما قال الثالث :
أقول لها ودمع العين جار |
|
ألم يحزنك حيعلة المنادي |
فهذه كلمة جمعت من حي ومن على وتقول منه : حيعل يحيعل حيعلة ، وقد أكثرت من الحيعلة أي من قولك : (٣) حي على. وهذا يشبه قولهم : تَعَبْشَمَ الرجل وتَعَبْقَسَ ، ورجل عَبْشَمِيّ إذا كان من عبد شمس أو من عبد قيس ، فأخذوا من كلمتين متعاقبتين كلمة ، واشتقوا فعلا ، قال (٤) :
__________________
(١) في ك : جامع.
(٢) في م : معانيقي.
(٣) في ك وس : قول.
(٤) (لعبد يغوث بن وقاص الحارثي) (المفضليات قصيدة ٣٠ ص ١٥٨.