لنوح : (قل لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الله) وقال لهود : (وقل لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون).
فتنحصر الإمامة بقربى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ لا تصح إمامة المفضول مع وجود الفاضل ، لا سيما بهذا الفضل الباهر. مضافا إلى ما ذكره المصنف ـ رحمهالله ـ من أن وجوب المودة مطلقا يستلزم وجوب الطاعة مطلقا ، ضرورة أن العصيان ينافي الود المطلق ، ووجوب الطاعة مطلقا يستلزم العصمة التي هي شرط الإمامة ، ولا معصوم غيرهم بالإجماع ، فتنحصر الإمامة بهم ولا سيما مع وجوب طاعتهم على جميع الأمة.
وقد فهم دلالة الآية على الإمامة الصحابة ، ولذا اتهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعضهم فقالوا : ما يريد إلا أن يحثنا على قرابته بعده ، كما سمعته من بعض الروايات السابقة (١) وكل ذي فهم يعرفها من الآية الشريفة ، إلا أن القوم أبوا أن يقروا بالحق ويؤدوا أجر الرسالة ، فإذا صدرت من أحدهم كلمة طيبة لم تدعه العصبية حتى يناقضها ...) (٢)!
* وبالتأمل في الوجوه التي ذكرناها وما نص عليه علماؤنا ، يظهر الجواب عن كلام السعد التفتازاني حيث ذكر في مباحث الأفضلية قائلا : (القائلون بأفضلية علي رضياللهعنه تمسكوا بالكتاب والسنة والمعقول. أما الكتاب فقوله تعالى : (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) الآية ... وقوله تعالى : (قل لا
__________________
(١) المعجم الكبير ١٢ / ٢٦ ، وغيره.
(٢) دلائل الصدق لنهج الحق ٢ / ١٢٥ ـ ١٢٦.