فهل لهذه الحصيلة ما يؤيدها من الواقع في ذلك العهد ، فتكون حقيقة ثابتة ، تستوي عندها قراءتنا لتلك المقدمات الصحيحة على قوائمها؟!
أم الواقع خلاف ذلك؟! فتبقى تلك المقدمات الصحيحة نظريات عائمة ليس لها قرار!
هذا ما نقرأه في بحثنا الأساس الآتي ، حيث تداخل الأرقام ، وتعانق الأدلة ، ورجوع إلى العهد النبوي ، الأصل ، بين فقرة وأخرى.
تقسيم البحث :
في لحاظ العناصر المشتركة وعوامل التمايز التي تفصل بين الأدوار التاريخية ، فقد مرت السنة النبوية في هذه الحقبة المنتخبة في مرحلتين تختلفان كليا في منهج التعامل مع السنة ، وعلى أساس هذا الاختلاف والتمايز المنهجي وقع تقسيم البحث على مرحلتين : مثلت المرحلة الأولى خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، فامتدت ربع قرن بعد الرسول مباشرة ، فيما انحصرت المرحلة الثانية في خمس سنين هي مدة تولي الإمام علي عليهالسلام الخلافة والزعامة السياسية والاجتماعية والدينية في الأمة.
ودراسة كل مرحلة تقع في مباحث تؤلف مجتمعة الصورة الكاملة لتاريخ السنة في تلك المرحلة.