وما عساك أن تقول في قولها ـ لما انتهى إليها قتل علي عليهالسلام ـ :
فألقت عصاها واستقر بها النوى |
|
كما قر عينا بالإياب المسافر |
وسألت عن قاتله فقيل : رجل من مراد ، فقالت :
فإن يك نائيا فلقد نعاه |
|
غلام ليس في فيه التراب |
فقالت زينب بنت أبي سلمة : ألعلي تقولين هذا؟! فقالت : إني أنسى ، فإذا نسيت فذكروني!! (١).
وهل كان من امتثال أمر الله تعالى بقرارها في بيتها خروجها ـ دون صواحبها من أمهات المؤمنين ـ بذلك العسكر الجرار؟!
أم كيف رأت بيت ابن ضبة بيتها الذي أمر الله أن تقر فيه؟!
بل ما أشد انتهائها بنهي الله إياها عن التبرج ، إذ حسبت قيادتها لتلك الجيوش سرداقا ضربه طلحة والزبير عليها يصونها عن تبرج الجاهلية الأولى ويفرغها للصلاة والزكاة وطاعة الله ورسوله!!
أم كان من طاعة الله ورسوله بغيها وخروجها على إمام زمانها وسفكها دماء المسلمين ، في وقعة الجمل؟! وركوبها البغل وتأجيجها نار الفتنة يوم
__________________
كان طويل اللحية اسمه نعثل ، وقيل : النعثل : الشيخ الأحمق ، وذكر الضباع ، قال : ومنه حديث عائشة : (اقتلوا نعثلا ، قتل الله نعثلا) تعني عثمان. انتهى.
وقال الفيروزآبادي في القاموس ٤ / ٥٩ : النعثل ـ كجعفر ـ : الذكر من الضباع ، والشيخ الأحمق ، ويهودي كان بالمدينة ، ورجل لحياني ـ أي طويل اللحية ـ كان يشبه به عثمان إذا نيل منه. انتهى.
وانظر : تاريخ الطبري ٣ / ٤٠٠ ، والإمامة والسياسة ـ لابن قتيبة ـ : ٤٣ ، في مخاطبتهم عثمان نعثلا ، فمن شطط الآلوسي ما ذكره في ج ٢٢ / ١١ من روح المعاني في هذا المقام ، فراجع واحكم بالحق ولا تشطط.
(١) تاريخ الطبري ٤ / ١١٥ ، طبقات الصحابة ٣ القسم الأول ص ٢٧ ، مقاتل الطالبيين : ٢٦.