قلت :
ليس المراد من ذلك المشركين ، بل المراد هم المسلمون ظاهرا المنافقون باطنا ، يدل على ذلك قوله بعده : (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون) فالخطاب ليس للمشركين ، ولم تستعمل (التوبة) في القرآن إلا في العصاة من المسلمين.
فإن قلت :
فقد كان في المسلمين في مكة منافقون؟!
قلت :
نعم ، فراجع (سورة المنافقون) و (سورة المدثر) وما قاله المفسرون (١).
وعلى هذا ، فقد كان الواجب على المسلمين عامة (مودة) أقرباء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ... فهل ـ يا ترى ـ أمروا حينذاك بمودة أعمامه وبني عمومته؟!
__________________
(١) يراجع بهذا الصدد : تفاسير الفريقين ، خاصة في سورة المدثر ، المكية عند الجميع ، ويلاحظ اضطراب كلمات أبناء العامة وتناقضها ، في محاولات يائسة لصرف الآيات الدالة على ذلك عن ظواهرها ، فرارا من الإجابة عن السؤال ب (من هم إذا؟)!!
أما الشيعة .. فقد عرفوا المنافقين منذ اليوم الأول .. وللتفصيل مكان آخر ، ولو وجدنا متسعا لوضعنا في هذه المسألة القرآنية التاريخية المهمة جدا رسالة مفردة ، وبالله التوفيق.