ريحانتي
ابنتي ، نور عيني ، ثمرة فؤادي ، نبض القلب المحزون والفكر المشحون .. حبيبتي ريحانة ، مدلّلتي غرّيرتي ، رغم الشمعتين من عمرك الجميل ، وجدت فيكِ ما لم أجده في غيرك ، وعثرت فيك ما لم أعثر عليه في غيرك ، فلطالما احتجت الحبّ والحنين أيّام غربتي وليالي وحدتي ، ففتّشت الأماكن والعيون وكلّ ما استطعت من القلوب والعقول فما حصلت على ضالّتي ومرادي ، قَسَتْ عليَّ الاحتمالات بأجمعها ، فبقيت أنا وآلامي أنوء بوحشة العزلة ومرارة الجفوة ... وها أنتِ تجيئين لتضمدي جراحاً عتاق ، وتزيلي عن جبيني معاناة الوحدة والفراق ، وتغذّيني بحنين كحنين النياق.
فياوردتي هلاّ تكبرين؟ وهلاّ يكبر الورد فيزداد عطراً وجمالاً؟ وهلاّ تشمخين ، فلا يشمخ إلاّ العزّ والنبل بشموخ المعارف والأخلاق ديناً وولاءً .. ابتهلتُ ولازلت أبتهل في دعائي أن تكوني على غاية من السلامة : سلامة الجسم والروح والفكر ، على غاية الجمال : جمال الخلقة والأخلاق والبصائر ، على غاية من النجابة : نجابة النفس والثقافة