رقابة النقد البنّاء
كثيراً ما تتحوّل معاناة الإنسان وهمومه ـ الراشحة عبر الملاحظة بشتّى أدواتها وآلياتها ـ إلى فكرة تأخذ مجالها ومتنفّسها من خلال المشافهة أحياناً والتدوين طوراً والفعل ثالثاً ; وإذا ما ظلّت حبيسة فضائها فإنّها قدتنفجر فتدمّر ذاتها وما حواليها ، بل ربما يصل مدى التدمير شعاعاً نجهل حدوده ومساحاته وأحجامه.
لذا فمن الضروري الاحتكام إلى العقل ومخزون الذهن لترويض الحنايا وأعماق الشعور بواسطة عقد حوار ذاتي تشترك فيه جميع فصائل الذات للخروج بحصيلة منهجية عمليّة ، الأمر الذي يستدعي استخدام مراحل الاستدلال المعرفيّة من مراجعة وإعادة قراءة ومقارنة وحفر واستقراء وتحليل وفحص ، آنذاك تنعقد الفكرة وتشقّ طريقها نحو البروز متجاوزةً «الثبوت» صوب «الإثبات» و «التصوّر» نحو «التصديق».
إذن كيف بي أن أجعل من معاناتي وهمومي فكرةً تسهم في الرقيّ البشري والوجود الإنساني؟