أسَدٌ على غيري نعامةٌ على ذاتي؟!
إنّها معاناتي فلا يزر وزرها سوى ذاتي .. نعم ، أنا الشخصيّ المقصود هنا بعظمي ولحمي ودمي ، لا النوعي ، فلا أهرب من قدري وحقيقتي ; هي الأحزان والهموم أبثّها علّني اُخفّف من ثقلها واُزيح من كاهلي بعضاً منها ..
فأنا إنسانٌ عاديٌّ جدّاً ، شأني شأن الكثيرين غيري : جوارحي تعمل ، ذهني يرقب ، يرصد ، يلحظ ، يسجّل ، يحفظ .. بحصيلة ذاكرتي أقرأ ، اُراجع ، أستقرئ ، اُقارن ، اُبعثر ، اُحلّل ، أستنتج : منتقداً تارةً ، مآلفاً اُخرى ، متوقّفاً ثالثة .. بالقلم أو اللسان أو القلب أو ...
لكنّي إزاء كلّ هذا الجهد والوقت الذي أصرفه لرصد هذا وذاك ، لمراقبة سائر الأشياء هلاّ منحتُ الشقّ المناوئ من ذاتي نزراً يسيراً من فرصة إبداء الرأي وحرّيّة التعبير المنطقي ، ثم المراجعة وتواليها من النقد والتوقّف والتأمّل؟! بعبارة اُخرى : هل لي الجرأة والشجاعة والإنصاف والصدق في نقد ذاتي مثلما أنقد غيري؟
قلّما اُمنَحُ فرصة المناجي ربّه معترفاً مقرّاً مذعناً بالضعف والآثام ،