التعارض الذاتي
حينما أرى البعض يمنحني مزيداً من التكريم والاحترام أشعر بأ نّه مخدوعٌ بظاهري ، فهو لا يعلم ما في باطني من مساوئ وقبائح ، ولمّا اُحاول بيان الحقيقة يعدّ ذلك من حسناتي ويزداد إعجاباً بي ; من باب أنّ الإنسان السليم متّهمٌ لذاته ، متواضعٌ ... ولو كان بإمكانه اختراق هذا الجدار الرقيق المنخفض الحائل ما بينه وبين حقيقتي عرف أنّي لستُ ذاك المتواضع المتّهم لذاته ، وللاذ بالفرار منّي.
كلّ ذلك ولا زال الظاهر حجّة ، فظاهري ـ أنا الإنسان السيّء باطناً ـ المقبول حجّة ، أيّة حجّة هذه التي انخدع الناس بها؟!
نعم ، ربما يقودني اعترافي هذا إلى حصول تيّارين داخل ذاتي : أحدهما موافق والآخر ممانع ، فيكون كلّ واحد منهما رقيباً على الآخر ، وإذا ما سارت الاُمور طبق القواعد المنطقيّة من المنافسة والرقابة السليمة فإنّ احتمالات النموّ واردة ، أقصد نموّ الباطن باتّجاه الصحيح ، ولعلّ العدّ التنازلي للمساوئ والقبائح يبدأ بالانخفاض ، فتسير الذات نحو المطلوب