«نفّذْ ثم ناقِش»
مفهومٌ تعسّفي استبدادي يعطّل حركة العقل والإبداع ويستهزئ بأدوات الفكر والمعرفة والأنساق العلميّة والمناهج الثقافيّة ، ويقوّي شوكة الفردانيّة والصنميّة والتقليد والتبعيّة والجمود ، ويجعل المراجعة والاستنطاق والحفر والبعثرة والمقارنة والتحليل والاختيار في خبر كان.
طالما تسلّطت على مجتمعاتنا ثقافة العسكرتارية وخيّمت على فضاءاتنا الأفكار الديكتاتوريّة الخانقة ، وليست العوامل السوسيولوجيّة والانثروبولوجيّة والابستمولوجيّة بمنأى عن نشوء ونموّ هذه المفاهيم وفي جعلها تتشعّب وتتوسّع وتتبلور بآليات وقوالب مختلفة تبعاً لطبيعة الانتماء الفكري العقائدي.
ولعبت الهرمونطيقا ـ التأويليّة ـ دوراً أساسيّاً في تنوع هذه الأفكار ضمن الانتماء والهويّة الواحدة حتى ، فالأنظمة الثيولوجيّة ـ مثلاً ـ تتّخذ من الارثوذكسيّة الدينيّة غطاءً يؤمّن لها إرساء أفكارها ومشروعيّة وجودها ، فباتت نظريّتها ومبانيها أمراً مفروضاً على الاُمّة ; استناداً إلى مبنى وجوب الالتزام بما ألزمتنا الشريعة والدين به من أحكام وقوانين