أبحث عن ضالّتي
أبحث عن ضالّتي وأستفرغ الوسع في التفكير بها ، واُخال أنّها هنا أو هناك ، في هذا الشيء أو ذاك .. أصِلُ إلى هنا أو هناك ، أمسك بهذا الشيء أو ذاك ، بعد سعي حثيث وجهد كبير. لكنّي لازلتُ أبحث عنها ، فما قصدته ووقع بيدي لم يكن مرادي ومطلوبي! فما هو يا ترى ذلك المراد والمطلوب الحقيقي؟
إنّني إنسان بالأصالة ، ضيّعت الطريق الصحيح فسلكت الدروب الوعرة المظلمة وازددت ضياعاً ، وكلّما وصلتُ إلى مكان ما خلته مقصدي وغايتي ، ولكن خاب الظنّ وحبط العمل .. فقدت إنسانيتي فصرت أكذب واُنافق وأخون واُرائي وأغتاب وأسرق وأفتري واُوشي وأتزلّف ، حربائيّاً صنميّاً ببغائيّاً ، منحرفاً عن القيم والمبادئ السليمة ، لا يسترني سوى ظاهري ، فالوجه وجه إنسان والقلب قلب حيوان ...
قادني هذا الضياع إلى فقداني إنسانيتي ، فتبدّلت المقاصد والغايات ، وصرت كلّما أحصل على شيء لهثت لأجله أجدني أبحث عن غيره ; كلّ ذلك لأجل الضياع والانحراف ... فأنا في الحقيقة أبحث عن فطرتي التي