حلمٌ إيماني
ما أرقى أن يشعر الإنسان أنّه ملْكُ إيمانه لا غير ، منفكٌّ عن أغلال الدنيا وقيودها وزنزاناتها ، لا تتحكّم فيه إلاّ قِيَمهُ ومبادئُه التي ذاب فيها واعتقد بها ، الداعية إلى المحبّة والعدل والإنصاف والخير والهداية ، المفعمة بالأمان والسلام ، المتجرّدة عن الكراهيّة والظلم والشرّ والضلال والخوف والعنف.
إنّ هذا الشعور إن قُدِّر له أن يكون حقيقيّاً فهو يمنح الإنسان بالغ العزّة والكرامة وحرّيّة الانتخاب ، ويجعله يعيش الطمأنينة بألذّ صورها وتصديقاتها.
لا شكّ أنّ الإيمان لا ينعقد عبثاً ولا يولد في الأعماق والحنايا صدفةً ، بل هو ناتج كفاح مرير وجهاد طويل وصبر كبير ومعاناة وآلام امتزجت كلّها مع الأفكار الفيّاضة والرؤى السديدة في إناء واحد .. فهو لمّا يلعقها إنّما يلعق حصاد العمر وتعب السنين ، وهكذا حصاد لابدّ له أن يستقرّ في الأعماق والحنايا بكلّ رسوخ وثبات ليشعّ بأنواره على غاية