ماذا تعلّمت؟
إنّ الإحساس بالضعف وضآلة الخزين المعرفي جعلني أشدّ الرحال ميمّماً شطر العقليّات والفكريّات والعلوم التي تؤسّس لثقافة منبعثة من مناهج وأنساق ومعايير صحيحة ، فقطعت بها شوطاً لا بأس به معتمداً على الأدوات المتوفّرة والإمكانيّات الذاتيّة ، فوجدت الضعف أشدّ والخزين مفقوداً أساساً ، وعلمت أنّي كنت ولا زلت أعيش تيهاً معرفيّاً مؤلماً ، وإذا أحسنتُ الظنّ فما هي إلاّ مجرّد رؤوس أسطر وعناوين أفكار ومضامين مشتّتة لا تخضع لنظم علمي ولا نسق معرفي معياري سليم ، كما علمتُ أنّ الثقافة لا تأتي ولن تتوفّر بلا جهد وسعي حثيث ، وأنّ الاحتفاظ بحفنة مفاهيم ومصطلحات وعناوين لا ينتج إلاّ ثقافة مراهقة وجهلاً مركّباً وترفاً فكريّاً خاويّاً ; ووجدت أنّ خوض غمار الرؤى والأفكار والعلوم يمنح حسّاً لا مثيل له ، حسّاً يجعلك تدرك الحجم والمساحة التي أنت عليها ، هذا الإدراك الذي يخلق فرصة حقيقيّة نحو التسلّح بالثقافة الحقيقيّة ، وعلى أدنى تقدير يوقف الإنسان عند الجهل البسيط إيقافاً واعياً كي ينطلق صوب معالجة الخلل والنقص والخطأ الموجود.