مفهوم الجمال
بينّا لازلتُ اُخفّف من وطأة الخمسين بأحلام العشرين ، أحلام الحياة والأمان والآمال الورديّة المترنّمة بحديث العشق والمرأة والفضائل والمعارف وسبل الفلاح الأبدي ، وإذا بنبأ وفاة الشيخ الاُستاذ يصكّ مسامعي ، الشيخ الذي اُحبّه وأكنّ له الاحترام والتقدير ، لشخصيّته وسجاياه الحسنة ، فضيلته ، اُستاذيّته لي رغم قصر مدّتها ، ولا أنسى المعاناة والآلام التي كابدها بين المرض العضال وشظف العيش وغيرهما ، التي ما حالت بينه وبين مواصلة النشاط العلمي التحقيقي.
نعم ، لقد استراح من همّ الدنيا وغمّها وأقبل على ربّ غفور رحيم ، أبتهل أن يقرّه سبحانه وتعالى شوامخ جنانه ويمنّ على أهله ومحبّيه بالصبر والأجر.
قد يساهم مثل هذا الأمر في إعادتي كلّ مرّة إلى المربّع الأوّل ، المربّع الذي أنا فيه وعليه بلا خيال وآمال عفويّة وأفكار فتيانيّة ، بعمق يحكي وجهاً آخر لآمالي وأفكاري تلك ، وجهاً خال من الخيال والرومانسيات والحاجات الفتيانيّة ، يحكي قضيّة الانتفاض على رتابة