وقفة أخلاقيّة
من القوانين الفيزيائيّة والميكانيكيّة الطبيعيّة : لكلّ فعل ردّ فعل مساو له في القوّة ومعاكس له في الاتّجاه.
ولست في مقام ضبط المتن لغويّاً ; إذ قد يعتقد البعض أنّه يضبط هكذا : لكلِّ فعل ردٌّ فعلٌ مساو له ... بجعل «ردٌّ» مبتدأ مؤخّر ، و «فعلٌ» صفة أو بدل عن «ردٌّ» ; لأ نّني أحوم حول معنى أخلاقي قيَمي كي أجد المنفذ المناسب للولوج في أعماقه ما استطعت ، فلا أنا بصدد الحسابات الفيزيائيّة والرياضيّة البحتة التي تشرح وتحلّل وتجزّئ القانون ، ولا بصدد الضبط اللغوي له.
أقول : إنّ تطبيق هذا القانون على المستوى الفكري والأخلاقي والاجتماعي قد يخلق فجوات وثغرات لا يمكن معها ردم الهوّة ورأب الصدع .. فليس قانون : العين بالعين والسنّ بالسنّ ، عمليّاً دائماً ، ففي الكثير من المواطن ترجح الحلول العقلانيّة الاُخرى كالمراجعة والمداراة ، بل هناك ما يخرق القانون كلّيّاً مثل : جواب الإساءة بالإحسان والبخل بالكرم ، خرقاً ينتج حلولاً سامية وآثاراً راقية ، بخلاف ممارسة القانون