الصيام قانونٌ وأخلاق
لا اختلاف في كون صياغة القوانين عمليّة شاقّة تخصّصيّة دقيقة ، ولابدّ لها أن تستمدّ شرعيّتها من المصادر والمراجع الموثوقة جدّاً ; إذ المفروض أنّ كلّ قانون بفروعه وجزئيّاته وموادّه وملحقاته يحمل دليله معه ، بل حتى الدليل بذاته تناقش دليليّته وتخضع للبحث العميق ، ناهيك عن القانون الذي يأخذ وجوده من ذاك الدليل.
نحن المسلمون ، قوانينا مأخوذة ومستنبطة من الأدلّة الاجتهاديّة وهي : القرآن الكريم والسنّة والإجماع والعقل ، وإن أعوزنا الدليل أخذناها من الأدلّة الفقاهتية وهي : الاستصحاب والبراءة والاحتياط والتخيير ، وللضرورة والعناوين الثانويّة وأقرانها مكانها وحيّزها في الشرع والقانون ، ولعلّ النقاش في العناوين الثانويّة يطول من حيث التوسعة والتضييق ومدى تأثير المصالح والمفاسد فيهما. وهناك من المسلمين من يعمل بالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة و... كأدلّة تستقى منها التشريعات والقوانين.
إنّ منظومتنا الدينيّة تفرض علينا قوانين وتشريعات ، أحكاماً