بمَ اُفكّر وماذا اُريد؟
لا مفرّ عن قانون الحياة الحاكم بسلسلة واجبات ومنهيّات ومباحات ومكروهات ومستحبّات ، ولا أعني بها الأحكام الخمسة الشرعيّة التي نتداولها فقهيّاً ، بل الأحكام المتعلّقة بالإنسان على نحو لا بشرط ، فإنّه كي يبقى لابدّ أن يلتزم جملة اُمور ويمتنع عن اُخرى ويتخيّر في ثالثة ويحبّذ رابعة ويكره خامسة.
ولا نقصد بهذا النظام والقانون مسائل الحلال والحرام والطاعة والعصيان والكفر والإيمان ; إنّه نسق الاستمرار ونهج الدوام ، وبما أنّه نسقٌ فهو بحاجة إلى أدوات ومؤن وآليات أوّلها العقل ثم المشاعر والأحاسيس ، ووجود المشاعر والأحاسيس هنا وجود فاعل ومؤثّر في دفع العقل إلى جدولة الأولويّات ورسم خارطة طريق منطقيّة للوصول إلى المطلوب ، ولاسيّما أنّ الغريزة تشكّل عامل ضغط كبير كي ينشط العقل وينتج الأفكار المثمرة ; على أنّ ثمار الأفكار مرتبطة ارتباطاً عضويّاً بخلفيّات التكوّن البيئي والثقافي والاجتماعي والايديولوجي.