الفنّ الإلهي
قفر الصحراء الكئيب وشموخ الرواسي المخيف وغور الوديان العميق وترامي البحار الرهيب وصور الرحيل الأليم وحال المدن المرئي بما فيها من حركة وضجيج ... تثير فيَّ حسّاً من الرجوع والعودة إلى الذات ، تمنحني فرصة اللوذ بمفاهيم القناعة والهدوء والاسترخاء ; إنّها ارتجاجة أعماق تبدأ بهالة من الحزن المطرّز بالكآبة الخانقة التي سرعان ما تتلاشى وتضمحلّ ليفور بدلها شعورٌ بالطمأنينة والحاجة إلى الارتماء في أحضان ناعمة دافئة ، إلى ملاذ وملجأ يحميني من غربتي ووحدتي ، لا أدري علّها مرتبة من مراتب العشق ، إذ الحبيب يعني كلّ ذلك ، بل أجمع وأمنع .. شحنات العشق تمنحنا الأمان والسلام والوثوق بخطى الانطلاق صوب المعشوق ، المعشوق المقصد ، المعشوق المراد.
الإنسان ذروة الفنّ الإلهي ، والفنّ عشق ، فهلاّ كنّا في أدنى مراحل الوفاء والإخلاص إزاء صانع الفنّ المطلق؟! إنّنا نغرق في محيط الأحاسيس الجاهلة ، في بحار الأحلام الزائفة ، في أنهر الصور الزائلة ... إذ غاية ما فهمناه من العشق هو الدوران حول امرأة جميلة المفاتن رائعة