ساحة الفكر ومحاكاة كلّ ما أمكن من الرؤى والقيم والاُسس بآلية الحقيقة لا الخيال ، بالدليل والإثبات القاطع ، بالنقد والمراجعة والتمسّح والبعثرة والمقارنة ; لا بالخلسة والخوف ، بل بالعلن والجرأة.
وأعني بالتجربة : ميدان الممارسة ومختبرات الفكر وحركة القيم ديناميكيّاً وتفاعلها في إطار المجتمع والناس ، في إطار التاريخ والثقافة والفنّ وشتّى العلوم.
إنّ عجينة الوعي والتجربة تخمّر قناعةً أو قد تصنع مفترق طريق على أدنى تقدير. ولكنّي أراها بصيغتها الموضوعيّة وبنسقها المعرفي تصنع فلاحاً واطمئناناً ورضىً.
وجدتُ أيضاً أنّ النقد الواعي يصنع ولا يهدم ، يصنع الرقابة والمراجعة والدقّة والمنافسة والتغيّر والنموّ والخير والرفاه والإيمان والنجاح.
كما وجدتُ أنّ الذين يخشون النقد ينعتونه تارةً بالهدّام واُخرى بالحسد والأغراض الدنيئة ، وجدتهم لا يطيقونه بالمرّة ، لذا أزاحوا من حولهم كلّ صوت واع حريص وقيّضوه بأدوات طائعة سامعة ، همّها علفها ، ترومه بأيّ ثمن كان. فأسقطت أدوات الوعي والنموّ والفلاح بأدوات الجهل والفشل والخسران.
كما وجدتُ أن بناء الفكر والكرامة لا يتمّ إلاّ بتحمّل وعثائهما ، ولا شكّ أنّ فيهما من المرارة والمعاناة ما لا ينكر ، إنّه مخاض عسير