يا صاحبي
يا صاحبي ، قف هنيهة وتأمّلني ، فلقد جئتك أسعى رغم همومي ، أسعى والحبّ مركبي ، الحقيقة رغبتي ، الصدق هدفي ، لا شكّ أنّ لي من الأوزار ما تكفيني ، إنّها تؤرّقني وتؤلمني وتمثّل كابوساً لا ينفكّ عنّي أبداً ، فأنا أعرف خطاياي ، فمهما كدحت لتطهير ذاتي أو استعضت بطرق الخير كي أنجو منها يبقى «هاجسي» رفيقي الذي لا يفارقني.
جئتك لا كمن جاءُوك حينما حمل أحدهم لواء الاستقلال لكنّه ازداد ذيليّةً فوق ذيليّته وتبعيّةً فوق تبعيّته.
ولا الثاني الذي أراد أن يصنع منك صنماً ليعبده فلا يقبل بك الخطأ أبداً.
ولا الثالث الذي يسبّح بحمدك علناً ويبثّ شكواه منك سرّاً.
ولا الرابع الذي يعني له السكوت : الطاعة والقفز إلى منصّة العزّ التي طالما حلم بها.