خذلان الصاحب الرفيق
حينما لا تجد من تلوذ به وتشتكي له لواعجك وآلامك ، حينما تبحث عن القلب الذي ينبض بالحبّ فلا تعثر عليه ، والصدر الذي يضمّك ويحميك فلا أثر له ، حينما تكتوي بمرارة المعاناة والأحزان فلا معين أو مواسي ، حينما ترى وأنت تكابد الوحدة ألاّ شريك ولا أنيس ، حينما يقطّع ا لهجران أحشاءك وأوصالك فلا وصل ولا قرب ، حينما تفتقد من يهتمّ بك وتبدو شيئاً مهملاً لا جدوى منه ، حينما تكون عبئاً ثقيلاً على كلّ من أحببت وأجللت ، حينما ينفر منك الأحباب والأصحاب وأنت تحفر لهم على صفحات القلب رسم العشق والإكبار ، حينما تبدو مُعدياً وتخشى الناس الدنوّ منك وما سواك تختار ...
حينها تبغض نفسك وتنفر من كلّ ما فيها ، وتودّ لو تغادر بلا كرّة وإياب ، إلى حيث لا ذكر لك ولا أثر ، لتريح وتستريح ، لتغمض جفنيك وأنت منسلخ عن كلّ الأشياء التي أودت بك إلى هذا الحال ، لتبكي وتنهمر الدموع على خدّيك وأنت تعلم ألاّ ناصر لك ولا معين ، فتستسلم ذلك الاستسلام المحض إلى ربّ الرحمة والحنان ، علّه يشفق بك ويرأف